فصل: قسم ما بين المشرق والجنوب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صفة جزيرة العرب (نسخة منقحة)



.قسم ما بين المشرق والجنوب:

وأما الربع الثاني الذي في الناحية الجنوبية من بلاد آسيا العظمى فإن النواحي منه التي تشتمل على بلاد الهند والصين ومكران وكرمان وفارس وبابل وملتقى النهرين وأثور ووضعها مائل إلى جهة الجنوب والصبا من جميع الأرض المسكونة بالواجب صارت مشاركة للمثلث الذي فيما بين الجنوب والصبا، وهو مثلث الثور والعذراء والجدي والذي يدبر هذه البلدان الزهرة وزحل، إذا كانا منسوبين إلى الغدوات ولذلك صارت طبائع سكان هذه البلدان تابعة لطبائع هذين المدبرين، ولذلك إنهم يعظمون الزهرة ويسمونها إسيس ويسمون زحل مترا الشمس ومنهم كثير ممن يخبر بالأشياء التي تكون قبل حدوثها، ويصونون الأعضاء المولدة بالتي في المولدة للطبع يعني المشتري والزهرة يريد بالولد القريع؟ والأعضاء الرئيسية تعظيماً لمشابهتها من الكواكب، وهم أصحاب حرارة، كثيرو الجماع منهمكون فيه، وهم أصحاب رقص ووثوب، محبون للزينة والنظافة والبيع من أجل الزهرة ومن أجل زحل لا يأتدمون حد؟ كثير في طعامهم ومنهم من لا يرى أكل اللحم مثل البراهمة وتدبيرهم من أجله تدبير بسيط ويظهرون مجامعة للنساء لا يستترون لذلك، ولا يدفنون موتاهم لحال الشكل المنسوب إلى الغدوات ويبغضون فعل ذلك مع الذكورة جداً، وفي بعض هذه البلدان من يستحسن نكاح الأمهات والأخوات والبنات ويولدونهن، ويكفر بعضهم لبعض بالإشارة بالصدور، قال أبو محمد التكفير أن يخر بذقنه هابطاً نحو صدره ويلقي له راحته ويقال هو معنى قول الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويسمون مع ما ذكرنا إلى معالي الأمور ويتنافسون فيها لحال القوة المدبرة التي في القلب المشاكل لقوة الشمس، وهم مع أكثر الأمر في اللباس والزينة وجميع أسباب البدن أصحاب ترفة وتأنيث لحال الزهرة، وهم مع ذلك أشداء في نفوسهم محاربون لمشاكل زحل المشرق.
ثم يفترق هذا التدبير على ثلاثة أوجه بعدد بروج المثلثة وأربابها، فينفرد الثور والزهرة بهمذان وفارس والماهين والصين من المشرق بلبس الثياب المصبغات بمثل ألوان الزهرة، ويغشون بها البدن كله ما خلا الصدر وبطيب الطعام والتنعم والترف والغضارة والطرب والسماع لطباع الزهرة.
وانفردت للسنبلة وعطارد ببابل وما حولها من العراق وملتقى النهرين الجزيرة والشام وبلاد أثور، فصار أصحاب هذه البقاع أصحاب أدب وحكمة وعلم بالنجوم وخبرة بالعلوم التعليمية وأصحاب رصد للكواكب وقياس لهم ذكاء وفطنة.
وانفرد الجدي وزحل بأرض الهند والسند ومكران وسجستان وما والاها فلذلك مناظرهم قبح، وألوانهم مسودة غير وضاء ولا صباح ولا نظافة شبيه أخلاقهم بأخلاق السباع جافية طرائقهم وأما سائر أجزاء هذا الربع الذي يلي وسط جميع الأرض المسكونة وما يقع في جزيرة العرب منها مثل إيدوما وأرض سورية وأرض فلسطين وبلاد اليهود العتيقة من إيليا وتسمى بالعبرانيّة يرشلم، وتعربها العرب فتقول أوراشلم، وبلاد الأعراب الخصيبة يريد فلاة العرب من نجد والحجاز والعروض وبلاد فونيقا يريد اليمن وما وإلى هذه البلدان، فإنه يقبل أيضاً مشاكل المثلث المنسوب إلى ناحية الشمال والدبور وهو مثلث الحمل والأسد والرامي الذي يدبره المشتري والمريخ وعطارد أيضاً ولذلك صار أهل هذه البلدان أكثر تقلباً في التجارة من غيرهم، أصحاب معاملات وأصحاب مكر وغش متهاونين للأموال للسخاء الذي فيهم ومعهم رجاحة عقل وذكاء وتدبير في الأخذ والعطاء ويحبون أنفسهم وهم بالجملة ذوو وجهين ولسانين لأجل مشاكلهم لهذه الكواكب، فمن كان منهم في بلاد سورية وهي أرض بني إسرائيل وبلاد إيدوما وبلاد اليهود العتيقة فهم يشاكون الحمل والمريخ خاصة، ولذلك صار هؤلاء متهورين لا يعرفون الله عز وجل حق معرفته.
قال أبو محمد: مصداق ذلك مسألة بني إسرائيل موسى عليه السلام أن يريهم الله جهرة، وأن يجعل لهم إلاهاً يعبدونه لما رأوا أصحاب الأوثان في كثير من هذا قال بطليموس: وهم غاشون ذو خفة وطيش مع نجدة فيهم وهم أهل يسار وغنى، وأما من كان في بلاد فونيقى يريد اليمن وبلاد تدمر وأصحاب البراري يريد مهرة فهم يشاكلون الأسد والشمس، ولذلك صاروا سليمي الصدور رحماء القلوب، محبين لعلم النجوم، يعظمون الشمس خاصة من بين جميع النجوم ويسجدون لها وأما الذين في أرض نجد والحجاز وتهائمها فيشكلون القوس والمشتري، فأهلها لذلك حسنة أخلاقهم، جميلة هيئتهم سهل عيشهم يريد أنهم يجتزون بالدّر من أنعامهم ولهم نفاذ في التجارة والأخذ والأعطاء وملاءمة للمذاهب الجميلة والمعالي والرياسات وبلدهم خصب كثير الأفاويه و إنما سماها بطليموس أرض الأعراب لأجل أن أكثر العرب بادية، وسماها خصبة لأنها أكثر البلاد كلا دون المزارع، ولذلك اعتمد أهلها على المال السارح وحموه بالخيل إذ لا يحصون لهم، ويريد أنها كثيرة الأفاويه بزهور الرمال مثل الأقحوان والخزامى وغير ذلك، واليمن يجمع الورد وكثيراً من الأفاويه، ولا يعدم بها أكثر الحشائش التي ذكرها ديوسقوريدس في كتابه المعروف بكتاب الحشائش مع نفيس الجواهر والمعدوم من العرض إلا بساحلها فيما يقارب وزن المثقال، ويزيد عليه وبها مرامي العنبر على سيوفها ولمهرة وبني مجيد على سيفي بحر اليمن شرقاً وغرباً الجمال العنبرة، وذلك أن مسائمها على الساحل، وإذا اشتم الجمل العنبرية برك فلم يثر حتى يفقده صاحبه فيطلبه فيجده بالقرب منها فيلقطها، فإن أبطأ عليه لم يبرح حتى تفتر قواه من الجوى، وربما نفق فذلك خيفة عليها.

.قسم ما بين المشرق والشمال:

وأما الربع الثالث الذي في ناحية شمال المشرق من بلاد آسيا العظمى، فإن ما يحوي من البلاد أرمينية العليا وأرمينية السفلى والسّغد ومدينتها سمرقند وطبرستان وجرجان وموقان وآذربيجان والخزر وجيلان واللان و ياجوج وماجوج، وخراسان وتبت وأرض الترك وأرض التّغزغز وسوروما طقا وهي بلاد النساء اللواتي يقطعن أثداءهن ويلقين الحرب، ولتدبير المشتري وزحل هذا القسم صار الغالب على أهل هذا القسم الغنى والجدة، ويعظمون المشتري وما لهم من الجوهرتين العتيقتين كثير، وهم أهل نظافة في المطعم والمشرب، حكماء ينظرون في الأمور الإلهية، وأخلاقهم أخلاق عدل أحرار وأنفسهم نبيلة قوية وهم مبغضون للشر يمقتون النميمة والسعاية، مودّتهم صحيحة يسهل عليهم بذل أنفسهم للموت دون قراباتهم، ومن استنصرهم في الأمور الحسنة المحمودة، مقتصدون في مجامعة النساء، أصحاب عفة وطهارة، يلبسون اللباس الكبير الثمن، ويجيزون الجوائز وهممهم رفيعة، ولهم دهاء ومكر وتعمق بالرأي والنظر، وذلك لاشتراك المشتري وزحل في المشرقية، فينفرد الجوزاء وعطارد من هذا الحيز بجرجان وطبرستان وأرمينية وما صاقبها، فصار أهل هذه المواضع أسرع حركة، وأميل إلى الخبث، وحسنت سيرتهم، وظهر خيرهم، وكثرت حيلهم ولطف مكرهم، وانكتمت أسرارهم لأجل خفة حركة، عطارد وطول اختفائه.
وينفرد الميزان والزهرة بأرض بلخ وأرض الشاش وماصاقبها، فلذلك صار أهل هذه البلدة كثيري الأموال محبين للموسيقى مترفين، وصار عليهم عيشهم ليناً نافعاً، وينفرد الدلو وزحل بالسُّغد وسوروماطيقا بلاد النساء المقطعات الثدي وما أخذ أخذها يريد الترك والخزر، فلذلك صار أهل هذه البلاد أعزاء أشداء أهل فظاظة وجفاء وأجسام قوية مع وحشية وزعارة وأخلاق كأخلاق السباع.
وأما باقي أجزاء هذا الربع الذي يلي وسط الأرض المسكونة وما يقع في جزيرة العرب منه أو يجاورها فآذربيجان وتخوم ديار ربيعة وديار مضر إلى ما يلي الجنوب والدبّور فإلى ما قارب شرق الثغور الشآمية، وتسمى هذه البلاد باليونانية بيوتونية وفروجية وقبادوقية ولودية وقيليقية أي قالى قلا وجانب سورية وتدمر، ويقبل أيضاً مشاكلة المثلث المنسوب إلى ما بين الجنوب والدبور وهو مثلث السرطان والعقرب والسمكة، ويشترك في تدبير المريخ والزهرة وعطارد أيضاً لاشتراكه ووقوع حصته في الوسط، ولذلك صار أهل هذه البلاد في أكثر الأمر يعظمون الزهرة، ويسمونها بأسماء كثيرة مختلفة في كل اسم، ويسمون المريخ أدونيس وبأسماء أُخر، ويتعبدون له، وينسبون إلى هذين الكوكبين أسراراً يذهبون فيها مذهب النياحة، وهم أشقياء أذلة الأنفس، مكدودون مائلون إلى الشر والخساسة ويأخذون الأجرة على الخروج في العساكر والحرب والنهب والسبي، ويصيرون في عداد العبيد ويملكون في الحرب من قبل أن حال المريخ والزهرة الحال الشرقية التي يلائمها، وهم أهل غش وخيانة وسرف وبذالة وشرب وسكر، ومن أجل أن شرف المريخ في الجدي وهو تثليث الزهرة وشرفها في الحوت وهو تثليث المريخ اشتدت نصيحة نسائهم لأزواجهن ومحبتهن لهم مكدودات متعوبات خاضعات، فمن كان من هؤلاء في بلاد بتونية وفروجية فإنهم يشاكلون خاصة السرطان والقمر، ولذلك صار رجالهم في أكثر الأمر أصحاب تقى وخضوع، وصار في أكثر نسائهم بسبب تشريق القمر وتذكيره شكله- يريد أنه ولي بلداً من حيز المشرق وهو مغربي فانطلق طباعه هنالك- رجلة وترؤس ومحاربة بمنزلة النساء اللواتي يرهبن ويهربن من مجامعة الرجال، وهن محبات للسلاح مقطعات للثدي اليمنى من أجل حاجتهن إلى الخروج في العساكر، ويكشفن هذه الأعضاء عند المصافة في الحرب لينفين عنهن أن يظن بهن أن طبائعهن طبائع النساء، وأما ناحية سورية من شرقها وفنقولية وقبادوقية وتدمر فيشاكلون العقرب والمريخ، فلذلك صار أكثرهم متهورين في الدين، سفهاء أهل جرأة وغش وخبث وكثرة شهوات ومصالاة تعب. وأما بلاد لودية وقيليقية- أي قاليقلا- فإنهم يشاكلون الحوت والمشتري ولذلك صاروا خاصة كثيري الملك في الأموال والأمتعة والتجارات، وهم أصحاب حرية ومؤاساة وأمانة في المعاملات يثق بعضهم ببعض في الأخذ والإعطاء.

.قسم ما بين المغرب والجنوب:

وأما الربع الرابع الذي لناحية جنوب المغرب وهو بلد السودان من الزنج والحبش والبجة والنوبة وفزّان وأرض القيروان ومن أفريقية فالقيروان والسوس فبلدان السودان العراة وغانة ويغلب عليها أسماء أخر مثل نوميدية وجاطولية وغير ذلك باللسان اليوناني فيشابه مثلثة السرطان ويدبره الزهرة والمريخ وهما ومغربيان- يريد أنهما من حيز المغرب- جنوبيان لأن الزهرة جنوبية وشرف المريخ جنوبي، فلذلك عرض لكثير من أهل هذه البلدان بسبب اشتراك هذين الكوكبين أن يملك فيهم ملك وملكة إخوان من أم واحدة فيملك الرجل منهم على الرجال، وتملك المرأة على النساء، ويحفظون هذه السنَّة وهي دائمة يتوارثونها، وطبائعهم حارة جداً ينهمكون في مجامعة النساء اللواتي يتزوجن قبل افتضاض أزواجهن لهن، ونساء بعضهم مشتركة فيما بينهم، لنهمهم وحرصهم في الباهية وهم متجملون محبون للزينة، ويتزينون بزي النساء من أجل طباع الزهرة، إلا أن لهم في أنفسهم رجلة وأنفسهم مذكرة، يقدمون بها على الهلكة، ويركبون بها على الخطر من أجل طباع المريخ، ولهم خبث وشرارة وأفك وغش وغيلة ودغل، فينفرد السرطان والقمر من هذه القسمة بإفريقية ونوميدية وماصاقبهما، فلأن القمر على شكله من المغربية صار أهل هذه البلاد أهل اشتراك وتجارة وهم في غاية الخصب، وأما النوبة وجميع الحبشة والزنج وما قاربهم من جنوب الهند فهم يشاكلون العقرب والمريخ، فلذلك صارت أخلاقهم أخلاق السباع أشبه منها بأخلاق الناس، وصاروا أهل مشاجرات وعداوات وخصومات وشنآن مستخفين بالحياة ليسوا برحماء بينهم، ولا يشفق بعضهم على بعض، وربما لم يشفقوا على نفوسهم على أن يتلفوها بالإحراق والخنق والتردي. وأما فزّان وما قاربها والسوس وبلد بني أمية فاستولى عليهم المشتري والحوت فلذلك هم أحرار، يتحابون فيهم انبساط وحب للعمل، ليسوا بمتذللين ولا خاضعين، ولهم شكر وتقى من أجل المشتري وهم يعظمونه ويسجدون له ويسمونه أمون وأما ما يصيب هذا الربع من وسط مسكون الأرض فأدون القيروان وتخوم مصر وأسوان وبلاد الحبشة الوسطى التي فيها باضع وسواكن وعيذاب وأرض المعادن وأرض اليمن من بحر عدن أبين فإنها مع دخولها في طباع حيزها ودخول اليمن خاصة من بينها في طباع ماقبلها من طباع ما بين المغرب والشمال ومثلثة الحمل، واستيلاء الشمس والأسد عليها من بين هذه المثلثة فطبعها مشاكل طباع شمال المشرق المقابل لها، ومقاسمة مثلثة الجوزاء ووالي تدبيرها زحل، والمشتري وعطارد المشارك لهما إذا كانا مغربيين، وهذه المواضع قريبة من مدار الكواكب الخمسة فلذلك اشتركت جميعها في تدبير هذه المواضع، وأهله لذلك أهل تدين وتعبد وحب الله تعالى وتعظيم، وإعلاق بأسبابه، ويعظمون الجن ويحبون النوح، ويدفنون موتاهم في الأرض، ويخفونهم من أجل الشكل المنسوب إلى العشيات أي بمحاذاة الكواكب لهم في التغريب، ويستعملون سنناً مختلفة وأدياناً شتى، ويبذلون نفوسهم في طاعة ربهم ويموتون على ذلك صبراً واحتساباً، وإذا ملكوا كانوا صبراء مقرين بالطاعة، وإذا ملكوا كانوا أهل عظمة وجبروت كبيرة هممهم سخية أنفسهم ورجالهم يتخذون نساء كثيرة وكذلك نساؤهم يتخذن عدة رجال وهم منهمكون في الجماع، وفيهم من ينكح الأخوات، ورجالهم كثيرو النسل ونساؤهم سريعات الحمل، كثير توليد بلادهم للأشياء، وكثير من ذكرانهم أيضاً تكون نفوسهم ضعيفة مؤنثة ومنهم من يستخف بالأعضاء المولدة يريد من لا يتقي الحيض ويعتزله وما أشبه ذلك من أجل مشاركة الكواكب المنحسة للزهرة في التغريب. فإذا فصل ما في الربع فإن بلاد القيروان وأرض مصر لاسيما أسافلها يشاكلون الجوزاء وعطارد فلذلك هم أصحاب فكر وفهم وفطنة في جميع الأشياء وخاصة في الفحص عن أمور الحكمة، والعلم الغامض، والأمور الإلهية وهم أصحاب كهانة ويعملون بمعرفة كل ما عملوه ويستعملون أسراراً مكتومة وهم بالجملة أقوياء على العلوم التعليمية. وأما أهل تيبايس وأواسيس وطو وغلود وطيقي فإنهم يشاكلون الميزان والزهرة فلذلك صارت طبائعهم حارةً وهم أصحاب حركة وبلادهم بلاد مخصبة فهم متنعمون متوسعون. فأما أهل اليمن وعدن أبين والحبش الأوسطون فلزحل والدلو وعلى شكلهما فأهلها لذلك يكثرون أكل اللحم والسمك وينتجعون من مواضع الجدب إلى
الريف وعيشهم شبيه بعيش الوحش أي لا صبغ في طعامهم. ف وعيشهم شبيه بعيش الوحش أي لا صبغ في طعامهم.
قال: فهذا ما وصفنا به مشاكلة الكواكب والبروج لكل واحدة من الأمم وخواصها في كثير من الأمر على سبيل الجمل، ونحن واصفون مشاكلة كل واحدة من الأمم لكل واحد من البروج مفصّلاً على ما يليق بما تقدم من القول فيها ليسهل النظر في ذلك على هذه الجهة. فالذي يشاكل الحمل من البلدان بلاد برطانيا ويقابل اطانيا وغلاطيا وجرمانيا وهي بلاد الصقالبة وباسطرانيا والذي يشاكله من البلدان التي تلي الوسط بلاد سوريا العتيقة وفلسطين وإيدوما وبلاد اليهود، والذي يشاكل الثور بلاد فارانيا وفارس وميديا، ومن البلدان التي في الوسط من العمران بلاد قوقلادس وقبرس وسواحل آسيا الصغرى. والذي يشاكل التومين من الأقاصي جرجان وطبرستان وماطينا ومن الداني المتوسط القيروان ومار ماريقا وأسافل مصر. وللسرطان من الطرف القاصي نوميديا وقار حدوينا وإفريقية ومن الداني المتوسط بيتونية وفروجيا وقولحيقا، وللأسد من الطرف القاصي سقلية وإيطالية وغاليا وأبوليا ومن الداني المتوسط بلاد اليمن وهي قوانيا وحالديا، وهي الكلدانيا وأورحينّا. وللسنبلة من الطرف القاصي بابل، وملتقى النهرين والجزيرة، وبلاد أثوريا وقيليقيا ومن الداني المتوسط فنفوليا وألاس وأحايا وقريطس وأثور كأنه يريد بقيليقيا قالي قلا وبفنوليا جبل القبق وبالأس يونان وللميزان من الطرف القاصي بلاد بقطوانيا وهي بلاد بلخ وخراسان وبلاد سيريقا، ومن الداني المتوسط تيبايس وأواسيس وطروغلود وطيقا. وللعقرب من الطرف القاصي بلاد ماطاغونطس وماريطانيا وهي بلاد الأندلس وغاطوليا، ومن الداني المتوسط بلاد سوريا وقوماجينا وقابادوقيا. وللقوس من الطرف القاصي بلاد طورينيا وقالطيقا وبلاد سبانيا أي الإسبان ومن الداني أرض العرب العامرة. وللجدي من الطرف القاصي أرض الهند ومكران وسجستان وتراقية، ومن الداني مقدونية ومن أرض مصر واقريطيس وايلورية: وللدلو من الطرف القاصي أرض سمرقند والسّغد وآلسيانيا ومن الداني المتوسط أرض اليمن وعدن أبين الحبشة الأوسطون. وللحوت من الطرف القاصي أرض فزَّان ونسمانيطيس وغارامانطيقا ومن الداني المتوسط لوديا وقيليقيا وقنفولية.